صراع بين ملاك و شيطان :
التّأرجح بين حالتين ليس بالشّيء الهيّن إطلاقا ، الصّراع بين شخصيّتين لا يعتبر شيئا بسيطا لأنّ ذلك قد يكلّفك حياتك بالتأكيد.
عندما يكون هناك صوت داخلي أوّل يقول:
-كفى يا هذا ، لقد إكتفينا من كل هذا ، سبب تلك الجروح و الندابات الّتي في روحك ، تهشيمهم لقلبك و كسرهم لخاطرك سببه الوحيد هو تعاملك معهم بلطف و تروٍّ ، ذلك لأنّك إحترمتهم ، أعطيتهم فرصة ليدخلوا حياتك ليقلبوها رأسا على عقب ، جعل عقارب الساعة تدور عكس التيار ، و جعلك أيضا تغلق عين العقل و تفتح عين القلب ، تلك القطعة الملعونة التي تسبّب لك و لي المتاعب و ذلك الجزء الأيسر المصاب بحروق في صدرك لا يدعنا ننام مرتاحي البال ، حزنك الظّاهر في عينيك ، ظلام روحك و إنغلاقك على نفسك و التّقوقع داخل ركن من أركان البيت منزويا لوحدك. عندما تبدأ بالحديث معهم و تظلّ تضحك و أنت تحترق من الداخل تلك هي أّول خطوة لمحاولة التخلص من كل الذي يقلقك ، لا تدع شيئا يحطمك حاول الكتمان قدر المستطاع حتى و إن بحت تحدث مع شخص يفهمك و يأخذك معه للنّور لا للظّلام.
في الجهة المقابلة يكون هناك شخص ثاني داخلي دائما ما يعذّبني كلّما نظرتُ للمرآة إلاّ و رأيته و رأيتُ تعابير وجهه الغاضبة تجاهي يقول لي بصوت خشنٍ و مخيف :
- إسمع يا هذا إسمعني تعال إليّ آخذك معي لعالم الظلام و الكراهيّة ، عالم الإنتقام و الحقد ، لماذا لا تحاسب كل الذي جعلك تعاني هكذا ، لماذا تحسن اليهم دهرا و سنينا لكنهم يخونونك في أول فرصة تتاح لهم ؟ لا تعطي ثقتك لأحد لا يمكن لك ذلك ، ليس كل بشر في هذه الأرض يكون بمثابة أخٍ أو أختٍ لك، صديق أو صديقةٍ لك ، ليسوا جديرين بذلك .. انت روح عزيزة لذلك وجب إعطاءها فرصة، تعال معي للإنتقام و الردّ الجارح .. إفعل بهم كما فعلوا بك لا تعطيهم فرص الإعتذار ككلّ مرّة و تندم عليها لا تعطهم عطفك و حنانك ، رد عليهم كما فعلوا بك ، تذكر دائما سؤالك لنفسك “ماذا فعلت لهم ليُرجعوني مكسور الخاطر هكذا هكذا. “
و أنا بين هاتين الشّخصيّن أتأرجح مرارًا و تكرارًا كتأرجح كفّات الميزان و ما أنا بفاعل أمام روح مجمّدة و قلب يحترق ؟