غطى ظلام الليل السماء كما تغطي الثلوج قرية صغيرة و عم السكوت في ساعات الفجر الاولى مع نسيم بارد ..لايزال اليوم يتنفس قبل طلوع البشر وهنا تحت سقف في مكان وضيع من العالم عقل يعج بالافكار المزدحمة تطرق ابوابه آلاف الاسئلة والقصص التي لا يستوعبها عقل شخص بسيط أو بشري تافه هنا أنا ضحية افكاري التي لا تهدأ ورغم ماكنت عليه من هدوء إلا أني لم أعرف الهدوء قط أو السكينة وهذا يفسر سبب كرهي الاماكن الصاخبة فالصخب بداخلي قد قام بكل شي ووصل لمدى بعيد لم تعد تهمني هذه الافكار أو الذكريات فلتحترق في الجحيم أريد فقط ان تخفض صوتها قليلا كي استطيع النوم لأنه كلما زاد هدوء المكان زاد الصخب بي تبا إنها الليالي الصيف الملعونة كم أنها طويلة …ولان عقلي لم يكن عدوي يوما فهو كالعادة يعرض علي أبشع الذكريات والاحاسيس ربما تنجح محاولاته في سرقة النوم من جفني إلا انها لن أستطيع إحياء أي مشاعر إنسانية في هذا الجسد الشعور الوحيد الذي ينتابني وبشدة هو الشعور بفراغ كبير وكان قلبي مدينة مهجورة من قبل جميع السكان بذلك القدر كان الفراغ ولم يعد فيها سوى أصوات مزعجة برد شديد قاتل حتى الدمع جف وتخلصنا منه أما بعد فإني خاوية الوفاض وماذا بعد كل هذا الجفاء كل ماأعرفه أني لم أعد أنفع ككينونة بشرية أنا فقط علبة أمي المفضلة التي تخبأ فيها الخيول والأزرار ومنذ رحيلهت وأنا فارغة لاانفع بشيء ولم يعد يهتم بي أحد أنا فقط أسقط ويخرج مني ضجيج مزعج يصدئ كل من حولي ويبعدهم أكثر
سليمة بن غازي تكتب الليل
