تسلل لي الحنين من النافذة ليلة البارحة ، و انبعث لي صوت عبد الحليم من المذياع القديمة ، أصابني السهاد و انشغلت في التفكير . لحظة تنمي بي إلى السماء و أخرى تدفنني تحت التراب كأنني ثاوية أرثيك مرة في السنة أو في السنة لا أرثيك إلا مرة .
أظن أن المكان مهيأ لأكتبك ، أخاف أن تأخذني المنية و أنا لازلت على هذا الوضع أرعى النجوم كل ليلة لعلي أجدك بينهم ، أفتش عن غائبي و كلي جبن و ضعف و هزيمة، خسرت المعركة و هامت بي أمواجك بعيدا
أظن أن اللغة العربية تخطئ كما قال الجميع، فهل للغائب ظمير؟
أقف الليلة على ما تبقى من ديارك بعد خلوها أقف على أطلالك و أبكيك بحبر القلم لعل حنيني يقل ، أتظن بأنني قادرة على ترك كل شيء خلفي و أن أمضي قدما ؟ مازلت معلقة و مازلت أتكئ على جدار صمتك الضبابي بإنتظار ملاك النور الذي ينزل عندك رؤيتك ، ملاك يأخذني حيث لا أدري و ينتشلني من كل هذه اللجة .
كنت كل أحلامي ، لم أكن بحاجة إلى حلم آخر ، كنت الحلم الكبير .. العظيم .. الشهي و المطمئن الذي لا يضاهيه في سموه و رفعته حلم آخر .
من ساعة خسارتي لتلك الهيجاء و أنا أتقن التمثيل ببراعة كل شعور كتمته يخنقني الآن و بشدة .
كل شيء نال مني و حطمني و بقيت وحيدة أسيرة نفسي أتعذب في سراب حبك الذي أطفأ كل شيء جميل بداخلي.
لازلت متشبثة بجدران صمتك ، و ما الفائدة من إغلاق أبوابك إن كانت روحي عالقة بجدران بيتك.
تسنيم السحباني تكتب أسيرة صمتي
