رأيت منشورا يتحدث عن صعوبة فقدان الصديق و مأساة الأمر فتذكرت نفسي عندما خسرتها في منتصف الطريق و مشيت وحيدة تاءهة لأبحث عنها في كل أنحاء العالم لعلني ألتقي بقلب كانت تحمله أو تفصيلة من تفاصيلها الجميلة كبريق عينيها الجميلتين أو كأحاديثها الليلية الممتعة. كان المنشور يتحدث عن صعوبة تجاوز الأمر فتذكرت نفسي حين بكيت عليها دَمًا لأنني واعية بأن سبب فراقنا لم يكن كافيا لإنهاء صداقة كصداقتنا.
صدقا حينما كنت لا أبكي كان قلبي يأخذ مكانة عيناي ليريحهما قليلا و كان يبكي حين ابتسم غصبا عني وأنا في قمة معاناتي. كان قلبي يبكي حين أخبر الجميع أنني ذات قلب قوي و أنه أمر عادي بالنسبة لي لكنه كان يستنزفني. لم أكن قادرة على التركيز بسببها لأنها رحلت و جعلتني أحبو من شدة الندم و من شدة سؤالي لنفسي ماذا فعلت؟؟
عندما نظرت من ناحيتها رأيت تبلد المشاعر و الفرار من مسؤولية الوعود. رأيت سهولة التخلي رأيت الراحة و الاستجمام. بينما من ناحيتي رأيت الندم و صعوبة النوم و الحب و الكراهية.
بيني و بين نفسي لم أكن أود العفو عن ما فعلته بي لم أكن أستطيع النظر إليها.
في تلك الأيام كنت أتألم و لم أكن أستطيع البوح بألمي عن طريقة القلم ككل مرة.
كنت أعجز عن وصف شعوري بأنها خذلتني و لم تستمع إلى كلماتي.
ذهبت تاركة وراءها ثلاثة سنوات و نصف.
في ذلك اليوم شعرت بالخذلان أكثر من الوحدة.
لكنها علمتني القوة التي طالما كنت احلم ان اتعلمها.
لكنني تعلمتها بمعاناة.
اود العفو عنها لكن عقلي لا يسمح لي بذلك لأنه يذكرني بأنها رحلت دون ترك أي كلمة.
لا أعرف ماذا أفعل هل أعفو عنها أم أقسو على نفسي و أرفض إن اعتذرت؟