خرج ليتنفس نسمة باردة ترد روحه إلى روحها ، الحب ، الجمال و تعاقب ما يختلج الوجدان …
راح يفكر أن كل العقبات ٱضمحلت بتغير عواطفه أمام عينيه ، وقف يحدق بنظراتها التي تعبر عن اللاشيء ..
هؤلاء العابرون الجالسون، القادمون،الراحلون هم أصدقاء و هو غريب على المكان و دخيل عن زمان يرسمونه بأحرفهم ، أحزانهم و أفراحهم ، أما هو لا شفاه تعبر عن إبتسامة و لا دموع هنا لتذرف ..
كيف ٱنقلبت الأحاسيس الفياضة إلى صمت رهيب أنا و ربما هو الآن أكثر حكمة ، لن نقع في الفخ مرة أخرى ؟!
راح يجوب شوارع كل زواياها تعود به إلى ما كابد ، هاهنا سقط في أول خطواته نحو النور أما هناك فقد ٱحتفظ بأغنية لا روية لها و لا إيقاع، في هذا المفترق أجبر على الٱختيار بين عقله و فؤاده و لأنه أراد النجاة بحياته ، لم يبقى لقلبه سوى ظل صورته …
بخطوات متباطئة ٱقترب نحو الجسر المتآكل و عادت به الذاكرة ، أراد أن يبعث إحساسه بفخر ، رثاء لتضحياته ، و إعترافا جميلا بما بلغه لكنه سرعان ما جثى على قدميه و قال “المراوغة عبث ،علي أن أواجه اليأس في حلته القاسية ، كيف يعقل أن أتصدى لكل هذا بمفردي ؟
كيف يعقل أن أكون هدفا لأعدائي ، أصدقائي و حتى أكثر من أحببت ؟!
أين يكمن خطئي أو أخطائي ؟!!
أعترف أنني عاجز عن حب الآخرين ، لا أأمن بالصداقة ولا الحب و لا العائلة ، لكني أقسم أني لم أأذي أحدهم يوما ، لعلهم أبرياء و القدر أراد !..
كيف أدفع أثمانا باهضة مقابل العدم أو أنصاف الأحلام ؟!.
ماذا لو أن كل شيء جرى على نحو مغايير ,كنت سأكون سعيداً بلا شك على الأقل لن يبقى هذا النقاب الكثيف الذي يحول بيني و بين بسمتي ؟!!
المعضلة بالنسبة لي هي كيف لهذا الدافع الذي جعلني أكثر صمودا في مواجهات مميتة ، هذا النور المعنوي الذي جعلني أرى شعاعا مختلف الألوان في أحلك فترات حياتي ، ٱستحال اليوم أكوام رماد متناثرة في كل ٱتجاه أسلكه ، أنا في فراغ أعمق من صراخ الهاوية سجين في نفس مضمحلة و كما تترك أمجاد الحروب جماجم القتلى ، ذهب الشغف و تراءى مثل آثار أقدام على رمال شاطئ “
قال كل ما قاله و ٱبتلعت الغصة أواخرها ، قام ليعاود الكرة ، إن تخطى الهوة صار حلمه حقيقة و إن سقط لابأس ، القليل من البن ستشفي جراحه قبل ٱكتمال القمر…
هناء خزري تكتب قبل اكتمال القمر
