(8)
الله لطيف بعباده
قال صلى الله عليه وسلم “كل ميسر لما خلق له”
صغيرة كنت أعبث بأفكاري مداعبة الحياة، أصول وأجول فيها متفاخرة بانتمائي لعالم أخر لم أكن قد علمت عن الأبعاد الأخرى ولا المجرات والنجوم ولا حتى الأرضين والسماوات السبع.
أخبئ أفكاري وأحلامي لأحققها في عالمي الحقيقي، أحزن لطول نهاري لاعتقادي أنه يقصر فترة بقائي هناك.
أنشد لنفسي أساطير بطولاتي، سعيدة أن الله خلقني كائن يعيش في عالمين وأموره ميسرة هنا وهناك، صحيح عالمكم هذا قاس يزرع القهر والانكسار في الصغير قبل الكبير، لكن..
لا يهمك لدي عالمي أعوض فيه ما ألاقيه من جفاء وعناء على كوكب الأرض البائس، أحياناً أحبه ففيه من تعلق بهم القلب ولامسو شغافه بكل أريحيه.
درست، قرأت، سمعت، بحثت، اكتشفت الكثير والكثير ولازلت أجهل الأكثر، كبرت، ولازلت أتعلم، عرفت أنني ولدت في هذا البعد، لست جنية أحلام، لست ساحرة بعصاها تلون البشاعات المحيطة، لست خارقة لأنهي الحروب وأغير التاريخ، بكيت كثيراً كثيراً صارخة..
لا أنتمي لكم لي عالمي ولكم عالمكم
رضخت واستسلمت
تقبلت الآخر وانتظرك تقبله لاختلافي
عصبية كنت وأتعلل بأنني ابنة سبعه
أرفض البذائة وحديث يؤذي النفس قبل الجسد والروح
حاولت ألا أنساق خلف غضبي وأحرق مراكب من أحرق أعصابي وأثار جنوني فنعت بالباردة عديمة الإحساس.
لم يكلف الآخر نفسه عناء ترجمة متناقضاتي فكيف لغضوب مثلي أن تتبارد إلا لمعزة وحب خاص نحوك.
لا يهم
فلدي عيوبي القاتلة وإن لم يبتعد لسوء فهم فستبعده هي بالتأكيد، ورثتني الحياة عدم الثقة بالنفس، الفزع من المواجهة والمقاتلة بقلب جامد، لكنها منحتني خوف الله والقدرة على التحكم وقت تملكي زمام الهدم والانتقام.
خسرت الكثير ولم يخسرني أحد
لم أصل لمغزى حياتي
لا وصلت لكنني أشك فيه
أحب الله فهو لطيف بعبادة وينقذني دوما ويستر وقعاتي
أحب الرسول فهو من بشرني بأن الله ييسر أموري لأحقق ما خلقت لأجله
أحياناً أحب نفسي
أحب كثيرين رغم غباء تملكني فانقطعت أواصر تواصلنا
لعدة سنوات لم أندم على ما فعلته فيها، الأن أحياناً أندم رغم يقيني أن ما يحدث رزق من الله لأنضج أكثر.
أحلامي عظيمه رغم بساطتها
لازلت ابتسم لسذاجة كنت عليها في طفولتي وتسليمي بانتماء لعالم أخر أذهب إليه بمجرد نومي.
كل ميسر لما خلق له
صنيعه الله نحن وأكيد لن يضيعنا رغم أننا ضيعنا أنفسنا يوم تركنا الأرض يرتع فيها الشيطان وزبانيته.
#تدوينات_على_الماشي
#إنجي_مطاوع
جريدة الفكر الحر 