دائما ما تجتاحني رغبة عارمة في البكاء دون سبب و هيهات أشعر بالخوف من أمر ما سكن مخيلتي ، نعم خوفا مع اليقين بعدم وقوعه فهو أمر وهمي ليس إلاّ . ومازلت تكمن داخلي عاداتي الطفولية ، أحزن إذ صرخ شخصي المفضل أثناء محادثتي . أتظاهر بالقوة لحظة ضعفي إذا تطلب الأمر ذلك و أتظاهر بالضعف رغم قوتي حين أود أن يشعرني أحدهم بالحب و الملاطفة . أتصرف بعقل طفلة في ربيعها الخامس إذا وجدت من أتكئ عليه وأستند إليه وبعقل أرملة ذات عيال إذا إشتد الأمر و تعسر . … حين أقع في جب حزن أنفرد بذاتي أتلذذ حزني و صدأه الذي يأكل مابداخلي لكن سرعان ما أنقلب باحثة عما يسعدني ، أتصنع ملامح الضحك والمزاح حتى أشعر وكأنني حصلت على السعادة المطلقة و أمنحها لمن حولي مع رغبتي في الهروب بعيدا عنهم . ثمة أنا آخر بداخلي يتهافت صوته :” تعالي هنا ، إلى زاويتك إلى الهدوء ، إلى نورك المظلم إلى مضجرك الذي يمتلئ مزيج دمع و إبتسامة تعالي هنا :” … و دون إذن مني أركض نحو ذاك الصوت لأنني أعلم جيدا بأن فيه مخبئي و مفري من دنيا لا تعرف الرفق بمن لا قوة و لا حيلة لهم .
نصاف سالم ضيفاوي تكتب قوة الضعف
