أبواب سجين للكاتبة ياسمين عادل بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023

رقص بطريقة ماجنة منفّرة، ضجيج مزعج وقرع شديد على الطبول، موسيقى عالية وإضاءات خافتة في آنٍ ومرتفعة في آنٍ آخر، إتيان الرجال بعضهم بعضًا على مرأى ومسمع من الجميع وبشكل جماعي مشمئز، وكؤوس مملوءة بالخمر في كل مكان هنا وهناك. لم ينتبه “أيهم” إلا وذلك الضخم البدين يصطدم به من الخلف، فـ التفت بغتة ليرى ذلك السكيِّر الذي ينعصف أمامه يمينًا ويسارًا يرمقه بغير تركيز، ثم تجاوزه ومرّ. علقت عينا “أيهم” عليه، فـ أوضح له “ريموند” هوية الرجل بعدما رأى الفضول في لمعة عينيه :

هذا ألبين، أشهر من يستطيع إتيان الحيوانات ومعاشرتهن.
انفرجت شفتي “أيهم” بذهولٍ و :
ماذا؟؟.. معاشرة الحيوانات!.
ضحك “ريموند” ساخرًا من تعابيره البلهاء، ثم أكد على المعلومة مضيفًا :
بلى، نحن نمارس كل ما هو متعة، في عقيدتنا لا يوجد ما يسمى حدود يا أيهم، وذلك ما يميزنا، تستطيع أن تفعل أي شئ وكل شئ في أي وقت وأي مكان، طالما إنك أشبعت حاجتك وأرضيت رغبتك الشرهه فلا يهم ماذا بعد ذلك.
عاد “ريموند” ينظر نحو المحيطين، فـ تسلطت عيناه على أحدهم وراح يردف بـ :
وهذا أريان.. لقد عاشر زوجة أبيه بعدما ماتت، وحينما دفنوها أخرج جثتها من قبرها ليعاود الكرّة من جديد معها مبررًا ذلك بإنه لم يجامعها حدّ الشبع.. منذها وهو لا يتلذذ ولا تنطفئ رغبته الجامحة إلا بعد معاشرة امرأة ميتة.
گالثلج كانت بشرته التي غطت طبقات متجمدة من الجلد، أصيب بتصلب شديد وهو يستمع لتلك المعلومات المريعة، ليتيقن بإنه وسط جموع من الفجرة، ليس ذلك فحسب، بل تعدى فجورهم كل الحدود.

الرواية هتكون متاحة في جناح إبداع للنشر والتوزيع في معرض الكتاب 2023 إبتداء من ٢٤ يناير في صالة 2 B15