أدباء نوبل للكاتب أ. حازم إسماعيل السيد بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 2023
معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته 54 لعام 2023م
دار النخبة للنشر والطباعة والتوزيع
صالة ١ جناح A 54
في ظل المتغيرات المتلاحقة المتسارعة التي لم تدع من واقع حياتنا شيئًا إلا وطالته، ولا سيما ميدان الثقافة والأدب، كان لزامًا على من يطرق أبواب الأدب قارئًا أو كاتبًا أن يتسلح بسلاح المعرفة، وأعظم وسائل المعرفة هي التزود بخبرات من سبقنا على الدرب من الأدباء والمفكرين، الذين أهَّلتهم موهبتهم ونتاج إبداعاتهم لولوج أعظم محافل التكريم الأدبي، ألا وهي جائزة “نوبل” في الآداب، والتي وضعت على مسار رحلتها – عبر مائة وعشرين عامًا منذ بداية القرن العشرين حتى عامنا هذا- 117 أديبًا ومفكرًا في بؤرة الضوء كأصحاب أكبر جائزة أدبية على الإطلاق وأعظمها قيمة على المستوى المادي والمعنوي.
لذا رأيت من واجبي أن أساهم في التعريف بهم وأن أقدم صورة واضحة عن شخصياتهم، ومسيرتهم، ودورهم في صياغة عقول قرائهم ومريديهم في الدول التي ينتمون إليها خاصةً، وعلى المستوى الإنساني عامةً… وإن كان العلم ضرورة في حق القارئ المثقف، فهي في حقِّ الكُتَّاب والأدباء الذين يصيغون عقول القراء ضرورة ملحة لا غنى عنها…
وليس الغرض بالطبع من التعرف على مسيرتهم الأدبية، وطبيعة شخصياتهم، وغيرها من العوامل التي قادتهم إلى الحصول على الجائزة، أن نقارن أنفسنا بهم أو نزاحمهم كأدباء في محاولة إحرازها مثلهم، لكننا نختصر خبراتنا بالاطلاع على خبراتهم، ونصل خطواتنا القصيرة بخطواتهم التي قطعوا فيها أشواطًا طويلة، فقد أسسوا مذاهب أدبية أو على أقل تقدير روَّجوا لها ووضعوها في موضع التجربة والتطبيق، ومثلوها بأعمال خلَّدها الزمان كما خلَّد أسماءهم…
كما أن تسليط الضوء على الجوانب الشخصية، والنفسية، والحياتية لهؤلاء الأدباء، وكيف قهروا ظروفهم الصعبة يجعل منهم قدوة ومثلًا أعلى للكثير من أصحاب المواهب التي لا تجد لها ما يقودها من عزيمة صاحبها، ولا تشجيع ذويه، فتذوي وتذبل، ثم تموت، وهكذا تنطمس حضارات، وتأفل أمم، وتبتلعها دوامة التاريخ…
فكم من أشخاص رفعوا رايات وأوطانهم وأسهموا بنصيب كبير في رفعة بلادهم وإكسابها الصيت والشهرة، وكانوا مرآة لحضارة أوطانهم وصورة نابضة بالحياة لها! وكم من أمم ضلت، وتاهت، وانقضى ذكرها بوأْد مواهب أبنائها، فالعلم، والثقافة، والأدب في عصر التكنولوجيا ليس فقط مدعاة للفخر والشهرة، وإنما وسيلة للبقاء، والاستمرار، ومقاومة تيارات جارفة ورياح عاتية من التغيير على قدمين راسختين لا تزعزهما الأنواء ولا النوائب…
ومن هنا كان حرصي على تخصيص هذا العمل لأدباء “نوبل” بعد أن قدمت كتابًا مجملًا عن الحاصلين على الجائزة بأفرعها الستة، وقد تسنى لي في هذا العمل أن أفرد مساحة للحاصلين على جائزة نوبل في فرع الأدب جميعهم، بترتيبهم الزمني من حيث نيل الجائزة، وبصورة مختصرة تركز على جوانب حياتهم، وعناصر تميزهم، ونتاج إبداعاتهم التي استحقوا عليها هذا التكريم العظيم، والحصول على أعظم جائزة أدبية، وأكثرها شهرة، وأكبرها قيمة مادية، التي يترقبها العالم بأسره آخر كل عام…
