عندما تريد أن تعيش الحياة فأنت ستعيشها رغما من كل الظروف ….لا تخلق الأعذار بل أخلق أهدافا للحياة …لا تقف على ذكرى الماضي و تشكو سوء الحظ و تستسلم فما الاستسلام إلا للضعفاء …تيقن أنك في يوم ما أردت الابتعاد و بأن تهرب بنفسك بعيدا عن الحياة و ما فيها فأغلقت حسابات التواصل الإلكتروني و تركت كل أصدقائك و أعزاءك و لم تكترث لأي شيء ….جلست في مكان ما بمفردك تتأمل نفسك تحاول أن تترجم لغة قلبك التي لم يترجمها لك أحد ….لغة تحمل لك كما هائلا من الكتمان …ظللت ساكنا هادئا إلى أن تهزك النسمات لذكرى الماضي فتضيق نفسك و تبدع في البكاء …..حينها فقط علمت أنك التقيت بنفسك …بتلك الأنا الضعيفة من دون تكلف و لا تصنع و لا افتراء….
و ظللت على هذه الحال وحيدا لمدة لا تقل عن ثلاث أيام و كنت على أحر من الجمر بأن تلتقي بأحبتك و كنت متأكدا بأنهم سيفتقدونك ويبادرونك بالتساؤل عن سر غيابك و عندما عدت لما كنت عليه سابقا صعقت بنار الخيبة فلم تجد أية رسائل أو أية مكالمة و لا زيارة لرفيق في منزلك .حينها علمت أنك تضع
أساسيات لحياتك مبنية كلها على قواعد هشة مزيفة و أن لا أحد يهتم بأمرك .
و من ثمة تركت كلك عواطفك جانبا و انسحبت عنهم و عاملتهم كما يعاملونك فجفت العلاقات و كأنها لم تكن قط و أضحيتم سطحيين كأنكم غرباء ….
على هذه التجربة قم و لا تنتظر مساعدة من أحد ساعد نفسك بنفسك …نجاحك نجاح لك و فشلك شفقة تزداد لسجل الشفقات المكومة عندك …
كفاك تشاؤما و لا تكن من البؤساء لا تعش أيامك بل عش حياتك و أنت تتصورها مكللة بورود النجاح مرننة بعبارات التهاني …فقط لا تكن سلبيا و لا تكن كمن يعيش ما تبقى من عمره بل ابحث عن المستحيل و كأنك تخلق لنفسك عمرا جديدا …..