الكاتب التونسي ماهر ميساوي يكتب مخذول في قبري


الكاتب التونسي ماهر ميساوي يكتب مخذول في قبري

“كل الاشياء طافيه، قلبي وحده يتوهج”

لقد مت أمامك سبعون مرة و لم تحاولي في أي مرة منهم إنقاذي من براثن عزرائيل التي كانت تندس في جسدي كسيوف الحرب المتلاطمه.
أين أنت عزيزتي ها هو اليوم الحادي عشر من تشرين الأول و لم أرك بعد، لم تعودي تأتين لزيارتي منذ ثالث ايام رحيلي، أثقلت خطاك عن قبري أم تماسك قلبك بعد رحيلي و أعاد النبض من بعدي؟
من الطبيعي أن يعيد نبضه فلقد رأيت شرارة الكره بين عيناك و أنا أتجرع مرارة موتي دون أن يرمش لك جفن أو تعتلي طلعتك نظرات حزن حتى.
أي خيانة كانت تختلج قلبك طيلة هذه السنوات، اكان يجب علي الموت بهذه القسوة حتى تكشفي لي عنها؟
حزين أنك كنت تعدين لي فطائر الحلوى بكل ذلك الإشمئزاز و البغض مني،
حزين أنك كنت تجاملينني الحب في القول يا إيما، كاسِفٌ من كل تلك القبل و الإبتسامات الزائفة التي كانت تنهمر منك علي، لا أصدق أنك كنت تعانقينني بينما تحملين لي في طياتك مقتا و كرها شديدين،
آه يا إيما كم كانت تلك الأيام تبسط لي يد الفرح و تربط على قلبي من إحباط و يأس كانا يتعاندان على الفتك بي، كنت اراقبك بشغف بينما كنت تراقبينني بنفور بغيض لم أستطع أن ألمحه منك حتى أصابني الموت، أنا لا أصدق يا إيما أنك كنت تبتسمين لي و أنت تحملين كل تلك الضغائن ضدي،
فقدت الشعور بالنار المتضارمة في جسدي و أنا اراقب برودك في حين إشتعالي، لقد كان تأجج النار بين أطراف جسدي أقل حدة عليّ من نظراتك الشامتة.
قد أبدو لك ميتا مدفونا تحت كل أكوام هذه الأتربه لا أفقه ما يجول حولك لكنني أرى إنبساطك يا إيما، أرى إبتهاجك و إنشراحك الدائم إزاء رحيلي عنك، أي غائلة هي أوغلت صدرك عني يا إيما، أي شنف أعمى عيناك و هام به قلبك لي، أما أنا يا إيما فلم أخنك حتى في الذاكرة و لم أحمل تجاهك أي شعور بالكره أو السخط منك، بل كنت أرتمي بين أحضانك بكل تتيم و صبابة أرتجي السكينة متعاليا على المواقف و الظروف التي كانت تحاول النيل مني طيلة كل تلك الأيام، آه يا إيما كم أنا يأِسٌ من تلك اللحضات، كنت أظنك تقبلين علي بأنبساط و فرحا متاعليان إلا أنك كنت تقبلين علي مجبرة دون قفرة مشاعر حب واحده.
أتعلمين يا إيما ؟ كل الاشياء طافيه في هذه المقبرة، قلبي وحده يتوهج، يتوجه لهفة و مودة لك، قلبي وحده.
سيوافق يوم غدا تاريخ سنة عن رحيلي يا إيما و أنا لم أحضى بزيارة منك لي حتى الآن، بأي فعلة إستحققت هذا يا إيما؟
بأي فعلة؟

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.